يدخل النجم الفرنسي كيلان مبابي موسمه الثاني مع ريال مدريد، حاملاً في جعبته دافعاً جديداً يستمدّه من النجاحات المتتالية التي يحققها ناديه السابق باريس سان جيرمان. بعد موسم أول مليء بالتحديات في العاصمة الإسبانية، يشير أحد المحللين الفرنسيين البارزين إلى أن حامل لقب كأس العالم 2018 يستمدّ حافزاً إضافياً من الإنجازات الاستثنائية التي حققها الفريق الباريسي خلال عام 2025.
شهد هذا العام تتويج باريس سان جيرمان بثلاثية تاريخية شملت الفوز بأول لقب في دوري أبطال أوروبا في تاريخ النادي، بالإضافة إلى تحقيق لقب السوبر الأوروبي والوصول إلى نهائي كأس العالم للأندية للمرة الأولى. وعلى الرغم من الخسارة أمام تشيلسي في النهائي الأخير، فإن المسيرة الاستثنائية للفريق الباريسي لم تمر مرور الكرام أمام عيني نجمهم السابق.
يشكّل إقصاء باريس سان جيرمان لريال مدريد وبطلها مبابي من منافسة كأس العالم للأندية بسهولة ملحوظة نقطة تحوّل في النظرة الأداء الجماعي للفريق الفرنسي. ترى لور بولولو، الخبيرة في قناة “كانال فوتبول كلوب”، أن تحوّل العملاق الفرنسي إلى آلة محكمة التنظيم يشكّل مصدر إلهام حقيقي للنجم مبابي في مسيرته مع الريال.
ويبدو أن التجربة الجديدة لمبابي مع الريال تتطلّب وقتاً للتكيّف مع متطلبات الدوري الإسباني والضغوط المختلفة المرتبطة بارتداء القميص الأبيض. لكن النجاحات المتلاحقة لناديه السابق، وخاصة التتويج التاريخي بدوري الأبطال، قدّمت للنجم الفرنسي منظوراً جديداً حول أهمية العمل الجماعي والتنظيم التكتيكي، وهي عناصر يسعى الآن لتطبيقها في مسيرته مع الفريق الملكي.

في خلفية هذه التحليلات، يبرز التنافس غير المعلن بين مسيرة مبابي مع الريال وإنجازات باريس سان جيرمان في عصر ما بعد مغادرته. هذا التنافس لا يعكس فقط الرغبة في إثبات الذات، بل يرمز أيضاً إلى التحدي الذي يواجه أي لاعب عالمي في الحفاظ على مسيرة ناجحة بعد انتقال تاريخي.
يبدو أن الدافع الجديد لمبابي لا ينبع من الشعور بالندم على المغادرة، بل من الإدراك أن التحديات الجديدة تتطلّب مستويات أعلى من التركيز والعمل الجاد. مع بداية الموسم الجديد، يتطلّع الجميع لمعرفة كيف سيترجم النجم الفرنسي هذا الحافز الإضافي إلى أداء ملموس على أرض الملعب، وكيف سيساهم في كتابة فصل جديد من فصول مسيرته الأسطورية مع الفريق الملكي الذي يحلم بتعويض إنجازات الموسم الماضي بألقاب جديدة تليق بتاريخه العريق.